تخيل معايا كده ان فى حاجه احنا كلنا شايفين و متاكدين انها حلوه و
صح 100 % بس تنفيذها صعب شويتين و محتاج انك تيجى على نفسك, تخيل معايا بقى الحاجة
الصعبة دى انها عاملة زى البصلة بالظبط ليها قشرة كبيرة اوى و تخينه بس ملهاش اى
تلاتين لازمة و دايما بتكون متصدرة فى الوش و سهل الوصول ليها لانها فى الاول و
ظاهرة للناس كلها اما قلب البصلة اللى هو الاساسى – اللى بيدّى الطعم و الفايدة - بيكون
مستخبى جوه و علشان توصله لازم تقشّر و تتعور و عينك تدمع ,الشعب المصرى كله بجميع
طوائفه بما فيهم انا اللى بنتقد ده عنده مرض نفسى او متلازمة سمّيتها " متدين
بطبعه disorder " و دى بتتلخص فى انك من جواك عايز قلب البصلاية لانك
عارف و متاكد ان هو الحاجه الوحيده اللى عليها القيمة بس فى نفس الوقت مش عايز
تعدّى بكل مراحل التقشير و العياط و الدموع فتقوم تعمل ايه بقى علشان تستحق بجدارة
لقب مريض ب " متلازمة متدين بطبعة " ؟
ساعتها بقى تتعود انك تنفذ من الحاجه الصعبه
دى الظاهر و القشور و التوافه بتاعتها بس يعنى الحاجات اللى تنفيذذها سهل جدا و فى
نفس الوقت هتخليك قدام الناس تبان برنس و محترم زائد ان بينك و بين نفسك هتخلي ضميرك يرتاح – مش هيرتاح
اوى لو انت راجل محترم – و تنام بالليل و انت راضى عن نفسك انك بتعمل كل حاجه صح و
تشاور على ده و ده و دى و تقول دول مش محترمين و معظم الحاجات دى بنكون متعودين
عليها من و احنا صغيرين او وارثينها عن اهلنا للاسف , على الجانب الآخر بقى هتنفض –
من غير متاخد بالك او ساعات بقصدك – لكل الحاجات الاساسية فى الموضوع ده اللى فيها
مشقة شوية فى التنفيذ و هتحاول تقنع نفسك ان التوافه دى كفاية اوى و انك كده ميت
فل و عشرة و ان الانسان ضعيف و ابن آدم خطاء و ( يا اخى متبقاش حنبلى ) و يا عم
متركزش اوى كده يعنى .
تعالوا ناخد مثال التديّن بالذات من
خلال عدة مشاهد كده من حياتنا اليومية :
1-كام واحد تعرفه حاطط call tone دعاء واحد مفطور من العياط و آيات قرآنية و اول
ما يرد عليك يقوللك انت فين ياض يا ابن ال@@@@@ ؟
2- كام واحد بيشوف شبشب مقلوب يعدلة – نعم ؟
- او لو شاف لقمة عيش او آكل على الارض بيشيله بس فى نفس الوقت لو شاف حد شحات او
واحد نايم فى الشارع عمره ما هيفكر يساعده ؟
3- طيب فاكر و انت صغير لما كنت تقعد تسب
لصاحبك و تشتمه و اول ما ياخد شنطتك و ييجى يرميها على الارض تتسرع و تقولله استنى استنى دي فيها كتاب دين ؟
4- انا شفت بعينى واحد طول ما هو قاعد بيسب
الدين و لما كان عايز يحلق سأل الحلاق حرفيا " ياسطى انا عايز اعمل حواجبى
تعملهالى وللا حرام ؟ " , طب ايه وزن
سب الدين بالنسبة للحواجب اساسا !!؟
5- واحد برضه تانى بيسب الدين كتير اوى كنت
بحلفله بالله على حاجه فى الحمام – بغض النظر اللى عملته ده صح وللا غلط – لقيته
بيقوللى ياسطا حرام تحلف بالله فى الحمام
* بوكر فيس فشخ * !
6- و اخيرا المغالطة الشهيرة اللى جابت تخلف
عقلى لمعظم الاطفال و اللى هى تقريبا اصل
الحكاية : اوعى تكدب يا حبيبى على اى حد , حاضر يا بابا * بعد خمس دقايق * , ولد لو حد اتكلم قولله ان
انا مش موجود , really
!?!
7- العصر بيأذن وطى يابنى الاغانى الله يخرب
بيتك , طب مادام الاذان بيأذن مش هنصلى طيب وللا ايه ؟ * صوت صراصير و ضفادع كمان لو حبيت *
كل الحاجات دى كنا بنعملها و احنا صغيرين
بسبب ان التلفزيون و اهالينا عودونا عليها – يا رب ابويا ما يقرا المقال ده – فى
مننا اللى الحاجات دى كملت معاه و مش واخد باله ان فى اى حاجه غلط بس فى مننا اللى خد باله انه كده بيهجص و بيستسهل و بدأ واحده بواحده يتخلص
من الامراض دى و يشيل القشور دى و يبشرها كده بمبشرة لحد ما قدر يوصل للجوهر
و فى اللى بيحاول و فى اللى منفض .
و الموضوع ده مش فى الدين بس ده فى حاجات
كتير زى "الوطنية" مثلا اللى بقت بتتلخص فى حاجات تافهه و مظاهر زى انك
تشترى علم و تتصور بيه و من الاسباب الرئيسية اللى بتخلى الناس يفضلوا القشور دى
عن قلب الموضوع ان القشور دى تنفيذها سهل اوى و فى نفس الوقت بتظهر للناس بسرعة
اوى و تديك سمعة زى الفل على عكس الاساسيات اللى تنفيذها صعب جدا و مش هتديك اى credit وسط الناس , يعنى انت بتكّة زرار بتحط دعاء نغمة
تليفون ليك و برضه مش بتعمل مجهود انك ترقص قدام لجنة انتخابات و دى حاجات الناس
كلها بتشوفها بس اللى فعلا صعب جدا انك تقوم الليل او تحس بربنا فى كل حاجه بتعملها او تحارب فى 73 لان كام واحد هيعرف ده
او هيقدرك عليه ؟ بس صدقنى لو انت صادق فعلا فى احساسك عمرك ما هتفكر فى الموضوع
كده و هتندهش من كمية الناس اللى بتستسهل و تستخدم القشرة و تعمل نفسها مش عارفة ان
فيه تحت القشرة حاجات تانية تستحق انك تدور عليها>
انا مش بقول نبقى ملايكة و فاهم كويس ان
التناقض صفة اساسية من صفات البشر بس كل الى نفسى فيه انك بس تحاول تقبض على نفسك
كل مره تلاقى نفسك فيها بتستسهل و بتتجه للقشور و التوافه و تعرف انك لازم تبذل
مجهود اكبر و تطلع سكينة – اللى هى مبادئك و رغبتك فى انك نكون انسان صالح – و
تبدا تبشر و تقشر بيها القشور دى علشان توصل للحقيقة , اى نعم اثناء البشر و
التقشير ده هتتعور كتير و ايدك هتوجعك و عينك هتدمع بس متعة الوصول للحقيقة فى
الآخر و معرفة انك مش واحد من اللى بينبهروا بقشرة البصلة و يتمسكوا بيها هتنسيك
كل ده .