الثلاثاء، 3 يونيو 2014

اولى اوّل ابتدائى : اعدادى


لقراءة الاجزاء السابقة : الاول , الثانى 

ينظر احمد الى نفسه فى المرآه قبل النزول الى المدرسة ذلك اليوم يتآمل زيه الجديد ذو اللون " العنّابى " كما يصر الاستاذ سعيد ان يسميه, كم يكره هذا اللون و كم يكره ذلك الشارب الاخضر السخيف الذو يعلو شفتيه الآن و يتمنى ان يحلقه و لكن " استنى عليه شوية لو حلقته بالموس هيتقل و يبقى  زى شنب الحاج " قالها له محمد الحلاق ... كان ذلك اول يوم دراسى لاحمد فى المرحله الاعدادية و لك ان تراهن ان مزاجه لم يكن على ما يرام على الاطلاق ذلك اليوم بيد انه ما ان ذهب الى المدرسه حتى تبدّل كل شىء. لم يتعرف احمد على معظم زميلاته البنات او اللاتى كن بنات فقد استدارت اجسادهن و ازدادت بروزا عن السنة الماضية لدرجة انه تخيل ان " امنية " زميلته تبدو ك " باميلا اندرسون " ممثلته المفضله و حتى منى " المسلوعه " لم تعد مسلوعة على الاطلاق, اخذ احمد ينظر الى زميلاته ثم تحسس شاربه فى خجل و فكر كم يبدوا مظهره سخيفا مقارنة باولئك الجميلات و قرر فى نفسه انه سيأتى غدا المدرسة حالقا شاربه ضاربا بكلام محمد الحلاق -  مستشاره المظهرى  فى ذلك الوقت - عرض الحائط



غرق المهندس احمد فى نوية من الضحك عندما تذكر اول يوم له بدون الشارب الاخضر و كيف كان يمشى واضعا يده على شفتيه لخجله من منظره الجديد و كيف ترك الفصل بل المدرسة باكملها فى منتصف اليوم وعائدا الى البيت بعد ان استوقفته اسماء قائله : " احمد ازيك ؟ ايه ده فيك حاجه متغيره انهارده ! انت حــــــــــــــــــــلقت شنبك ",آآآه يا اسماء, كم كنتى رقيقه و قاسية .



" انتوا بقيتوا رجالة خلاص" كان المدرسين يكررونها على مسامعهم طوال الوقت و كان احمد يشعر انهم على حق الى حد كبير فمعاملة اصدقائه البنات قد تغيرت قليلا فلا يلعبون سويا كما اعتادوا فى السابق و حتى لو لعبوا فلا يستطيع لمسهن ( ببراءه ) كما كان الحال فى السابق و حتى هو رؤيته لهن قد تغيرت من اصدقائة الاطفال الى آنسات يثرن مشاعره و احاسيسه ... اما على صعيد اصدقائة الاربعين فقد دبدأت ملامح " شلّة " احمد الحقيقية  تتشكل فمن اربعين طفلا يلتقطون صورة تذكارية سويا الى عشرة اصدقاء  يزيد عليهم احيانا واحدا او اثنين و قد ينقصون واحدا او اثنين و لكن تبقى الغالبيه العظمى ثابته,لهم مصطلحاتهم الخاصه  و طريقة مزاحهم الخاصة جدا التى كانت تبدوا سخيفة لباقى زملائهم ولكنهم كانوا يحبونها على اية حال حتى اصبحوا معروفين بها فى المدرسة كلها.



 كانوا يقضون اكثر من نصف يومهم سويا ما بين مدرسة و دروس و بعض الاوقات الخاصة التى يختلسونها احيانا فى بيت " رامز " الذى كان يخلوا فى كثير من الاوقات مفسحا لهم المجال ليشاهدوا فيلما اباحيا جديدا جلبه لهم " حسين " الذى كان يقوم بدور الاب الروحى و المعلم عندما يكون للامر علاقة بأى شىء متعلق بالنصف السفلى الذى كان محل اهتمامهم جميعا فى تلك الفتره .



يتنهد احمد متذكرا كيف كان " ابراهيم " يتباهى دوما انه اول من بلغ منهم و يعايرهم دائما قائلا " يابنى انا لو اتجوزت دلوقتى هاجيب شحط قدك , قوللى يا جدو ابراهيم" , متذكرا التفافهم حول حسين و هو يحكى لهم مغامراته الجنسية مع فتيات يكبرنه بأعوام كثيرة ثم تنتابه نوبة ضحك كبيرة حينما يتذكر كيف افتضح كذب حسين, يتذكر دخول الفتيات وسط الشلّه لأول مره و الغيرة و الشك و الخلافات التى اعقبت ذلك.




اسماء , محطة كسر القلوب, اجمل فتيات الدفعة فى ذلك الوقت  اصبحت على علاقة بالشلة بعد ان ارتبطت باحمد سامر صديقه جاعلة سامر اول من ارتبط بالجنس اللطيف فى الشة كلها و جاعلة منه الها يلجأ اليه الجميع للتعرف على اسرار و اغوار البنات و كان سامر مثل حسين يستمتع بذلك كثيرا و يستمتع باختلاق الحكايات عن اصدقاء اسماء , " امنية بتركب عربيات " , " البت منى دى بتروح شقق" , " يابنى ماهيتاب ايه اللى انت عايز ترتبط بيها دى تخبيك فى عبّها و تقول مشوفتوش " كم كان فجّا و لكنه كان مضحكا


يعبس احمد قليلا لانه تذكر ان الخلافات الجاده بدأت تاخد طريقها مع اصدقائه بعد وصول اسماء مباشرة بسبب شكوك سامر ان هذا ينظر اليها و هذا يريدها و هذا يعاكسها و كيف اضعفت هذه الخلافات الغبية علاقة سامر بباقى الاصدقاء ثم يبتسم مرة اخرى حين يتذكررؤيته صدفة لاسماء نفسها فى احد المؤتمرات التى دعى اليها منذ خمسة عشر عاما تقريبا و كم بدت سمينه غير مهندمه محاطة بالاطفال تصرخ فى هذا و تضرب هذا ثم تحول كل هذا الى ابتسامة مفعمه بالبهجة حين رأته كأنها رأت فيه ايام كانت محل اهتمام الرجال جميعا  فتقول له بعد ان انتهت من نوبة ضحك اعقبت حديثا استمر لمدة نصف ساعة و اسالت الدموع من عينيها مظهرة جمالا لم تفلح فى اخفائه هموم الايام  " كانت ايام جميلة يا احمد, بس حاسب انا لسه مزّه برضه .. سلملى على اى حد تشوفه من الدفعه ...بالله عليك " ثم نظرت اليه نظرة طويلة كأنها لا تراه بل تنظر خلاله كأنها تنظر الى مرآة منزلها .



" يابنى افهم متبقاش غبى الواد احمد ده بيضحك عليك بيقللك انه مش بيذاكر و هو مقطع الكتب .. هو يعنى فى حد مش هيذاكر فى ثانوية عامة .. يابنى السنة دى هيتحدد عليها مستقبلك كلّه انا خايفه عليك "كان هذا اول ما تردد فى اذن احمد بصوت امه حين مر باصبعه على الهاتف فتمر 3 سنوات من عمره فى اقل من جزء من الثانية منطلقا الى الثانوية



يتبع ....