الجمعة، 28 نوفمبر 2014

الى كل أخوة التوهان اللى عمرهم من 18 إلى 30 سنه : احنا مين و هما مين؟

معظم اللى عمره الحالى من 18 الى 30 سنه – او حتى خليهم نسبة بسطية بلاش معظم - هيrelate  للكلام اللى انا هقوله ده و بشده باختلاف اماكنهم و اهتماماتهم و باختلاف البشر اللى بيتعاملوا معاهم على مدار يومهم و باختلاف اهاليهم و مستواهم الثقافى و الاجتماعى, اعتقد ان الكلام اللى هقوله ده بقوله عن لسان ناس كتير فى سنى عاشوا نفس الظروف الغريبه اللى عشناها على مدار الكام سنه اللى فاتوا و اللى عاصرها حاجات كتير حلوة و وحشة و غريبة بس كلها فى الاخر عبّرت عنهم, عاصرها ظهور انشطة طلابية كتير فى الجامعة و ظهور شغلانات غريبة و events  كتير بيحضروها و ادمان لل social media  بيعطلهم عن حاجات كتير و ثورات و مظاهرات و قتلى و رموز بتقع من نظرهم و احداث كتير اوى ادّت للى احنا فيه دلوقتى من حالة توهان و احباط


مين احنا ؟ 
احنا اللى شايلين شنطة على كتفنا طول الوقت و معانا دايما ورقة و نوته بنسجل فيها خواطرنا اللى كلها شغبطه و بعد الكلية بنحضر  meetingللنشاط الطلابى اللى احنا بنلاقى فيه نفسنا او بنروح نحضر اى event  و احيانا بنسافر 3 ساعات علشان نحضر حفلة لفريقنا المفضل , احنا اللى مش بنكون وجهة نظر غير لما نشوف وجهة نظر الطرفين و احيانا مناظرة بينهم علشان نقدر نكون وجهة نظر صح ,ااحنا اللى كنا متفائلين دايما و على وشنا ابتسامه طول الوقت حتى و احنا بنقنع حد منهم بالفكرة اللى مؤمنين بيها و هو قاعد يتريق علينا كنا برضه مبتسمين , احنا اللى بنحضر محاضرات علشان بس اعمال السنة لكن بنجيب معلوماتنا من على coursea  و TED  و ما يشبههم من مواقع , احنا اللى مش بنسمع عمرو دياب ولا شيرين بس بنسمع cairokee  و مصطفى ابراهيم و ناس تانية " هما " ميسمعوش عنهم, احنا اللى بنتصور كتير و ننزل صورنا على انستجرام و نعمل  Check    in لما بنروح مكان بنحبه علشان ناس تانية تروحه و تحبه, احنا اللى بنشتغل شغلانات ملهاش علاقة بدراستنا علشان دخلنا كليات مش ببنحبها علشان مجتمع متخلف حطنا فى قالب معين او نظام تعليم متخلف مش فارقه كتير , احنا اللى كبرنا على مبادئهم و معتقاداتهم و بعدين فهمنا و شوفنا و فوقنا .

احنا اللى قررنا منشتغلش شغلانات معتادة و نبدا startups  و initiatives  بتعبر عننا احنا قالولنا انتوا مجانين و كرشونا برّه, احنا اللى بنقولهم عايزين نعمل ايفنت يقولولنا فين التصريح طيب نعمل ميتينج يقولوا انتوا مش معترف بيكوا طيب عايزين نعبر عن راينا حتى فى شكل status  يقولوا مراقبة الانترنت, طيب عايزين نشتغل فى الحاجه اللى بنحبها يقولوا مفيش شغل طيب نقرا كتاب  1984 قالولنا انتوا خونة و ولعولنا فيه ........قولنا نقاطع قالوا انزلوا يا سلبيين قولنا ننزل قالوا قاطعوا يا مخربين , نضّفنا و وسّخوا بدأنا و أنهوا إتطوعنا و خدوا هما الفلوس اتفشخنا و هما طلعوا ساعة التصوير و المقابلات الصحفية فضلنا سنتين و نصف بندوّر على المقادير و بنطبخ فى التورته و هما وصلوا و كلوها على جاهز
احنا اللى بنحب – او كنا بنحب على حسب يعنى – البلد دى اكتر من اى واحد فيهم و مكنش مجرد شعارات لا كنا بناخد actions  فى الموضوع ده, احنا اللى سيبنالهم التليفزيون بخراه و بقينا بنقضى نص ساعه او ساعه يوميا تقريبا نشوف فيهم ايه اللى بي trend  على اليوتيوب و السوشال ميديا , و لما بنحب نتعلم حاجه مش بناخد كورس – علشان مفلسين فى اغلب الاوقات – بس بنشوف tutorials  كتير عن الموضوع  و لما حد بيسألنا عن معلومه مش بنخبى عليه ( علشان ميبقاش احسن منك ) زيهم لأ بنديله اللى عندنا و لو فى معلومات اكتر كمان بنديهاله و احتمال لو لقينا ناس كتير تهمها المعلومات ننشرها بشكل اوسع عن طريق كاميرا معفنة و دوسة على زرار Upload

حبينا كتابنا و مغنيينا و ممثليننا المفضلين اوى و اعتبرناهم مثل اعلى فى حاجات كتير و بعد كده سقطوا من نظرنا و عرفنا ان المفروض منحطش حد اكبر من مكانته , كنا بننبهر بالانطباع الاول و المظاهر لحد ما خدنا على قفانا , مش عايزين نتجوز علشان اللى بنشوفه حوالينا خلّى معندناش امل فى اى حاجه و مش عايزين نجيب اطفال يعيشوا نس الظروف بس فى نفس الوقت مش طايقين الوحدة و كمية الافكار اللى مضطرين نفكر فيها لوحدنا , احنا اللى شوية مننا هاجروا و شوية يأسوا و شوية فى حتة مضلّمه و زحمه محدش عارف هى فين و شوية عند ربنا و شوية بيعافروا و شوية باعوا و شوية عملوا من بنها و شوية عايشين فى حالة غريبة من ال denial


مين هما ؟ 
هما اللى لابسين بدل سوده و قاعدين على المكاتب – فقط علشان يوقفوا المراكب السايره – متبعين الطريقة الشهيرة " just because I can bitch " , يلغوا event  انت عامله علشان التصاريح و ميختملكش اثبات القيد بتاع التدريب الصيفى علشان راح يجيب فطار و بعدها لسه هيصلى , هما اصحاب القرار اللى بيعشقوا المنصب لانهم من غيره ولا حاجه و كمان عارفين يستغلوا ده اسوأ استغلال , هما اللى قبل ما تكلمه فى اى حاجه يقوللك هستفاد ايه ! اللى عمرهم ما هيفهموا يعنى ايه انت مؤمن بفكره للدرجه دى و مستعد تموت علشانها فانت يا ارهابى يا مموّل يا نيتك وسخه لان للاسف هما ميعرفوش غير كده , هما اللى اتخانقوا مع ولادهم و كرشوهم من بيوتهم علشان مقالوش تسلم الايادى و مرقصوش و مصدقوش انها بشرة خير , هما اللى اتخانقوا مع قرايبهم و قاطعوهم نهائيا علشان ناس قاعدين على الكراسى ولا يعرفوا ده و لا يعرفوا ده , هما الدكاترة و المهندسين اللى اجبروا ولادهم يكونوا دكاترة و مهندسين علشان العيادة و المكتب ميتقفلوش , هما اصحاب المناصب اللى ولادهم موقفوش فى طوابير و اشتغلوا بكرت توصية و اتعينوا مكان اوائل الدفعة فقط علشان ينتجوا لنا فى خلال 10 سنين الجيل الاجدد من " هما " , هما اللى لما حاولوا يبقوا احنا و دخلوا على الفيسبوك و اليوتيوب عملوا تعريف جديد لكلمة abusing  و بدل ما يحاولوا يتعلمو صح بقو بيصدقوا اى حاجه
هما اللى بيعبدوا التليفزيون و ممكن يقضوا ساعات قدام ال talk shows  و مثلهم الاعلى هو موسى و عكاشة و هيكل , هما اللى بيشوفوا اى حد بيعمل اى حاجه مفيدة غير الدراسة بيقولوله ركز فى دراستك و اى حد بيمارس هوايته بيقولوله هتفيدك بايه ؟ و اى حد بيلعب مزيكا او مشترك فى مسرح الجامعه بيقولوله بلاش كلام فاضى  و اى حد بيقول كلام عكسهم يبقى عيل صغيرو مش فاهم مصلحته فين , هما اللى لو مش فاهمينك يبقى انت غريب و صدقنى مش هيحاولوا يفهموك لان كونك غريب ده ريحهم و اداهم سبب ينتقدوك لمجرد انك مختلف عنهم , هما اللى ممكن ينتقدوك –بل يدبحوك- لمجرد انك بتغلط غلطات غير اللى بيغلطوها هما اللى يفصلوك لما تقول حاجه مش على مزاجهم برضه " just because I can bitch "  بس يسقفولك بل و يقفوا فى الصفوف الاولى احتراما ليك لو كانت الحاجه دى على مزاجهم , هما اللى لو عايزين يقولوا حاجه بيعملوا مؤتمر صحفى و بيتحطوا دايما فى اماكن اكبر منهم و فرحانين بالمكتب الفخم و العربية و التكييف, هما اللى بيركزوا اوى فى انهم يحطّوا قبل اساميهم د/  و  م/  و  أ/   , هما " هما " و احنا " احنا " ,ساعات بيلبسو ماسك علشان يكونوا " احنا " بس بيكونوا مقفوشين اوى بس  "احنا" لازم ناخد بالنا علشان منتوهش فى خلال كام سنة و نبقى " هما " لأن الخط بقى رفيع اوى.

السبت، 4 أكتوبر 2014

العيد فرحة بس مش اوى : دليلك للشعور بفرحة العيد تانى!!

الجزء التالى هو عرض لمجموعات مختاره من مذكرات الشاب " احمد مصطفى" منذ ان كان طفلا ذو 6 سنوات حتى اصبح شيخا ذو 60 عاما

احمد ( 6 سنوات) : انا انهارده مبسوط اوى و بحب العيد اوى علشان انا خدت العيدية من بابا و ادانى بوسة كبيرة اوى

احمد ( 10 سنوات) : انا سعيد جدا اليوم لاننى اخدت العيدية  من ابى و لبست الجلابية و الطاقية و نزلت اصلى العيد معاه و كان الجامع مزدحم

احمد ( 14 سنة) : انا مبسوط اوى انهارده بالعيد علشان اكلنا لحمة كتير اوى و خدت عيدية و سافرنا اسكندرية 

احمد ( 19 سنة) : انا مبسوط اوى بالعيد انهاردة علشان اول مرة فى حياتى اسهر طول اليوم بره البيت و اقضى الوقفة كلها مع اصحابى بجد كان يوم جاحد 

احمد ( 22 سنة) : الوقفه انهارده كان يوم تحفه طبقت اليوم كله مع اصحابى و قضيناها بس مش عارف ليه حاسس انه واحشنى جو العيديه و اغانى العيد و الحاجات دى اوى 

احمد (23 سنة ) : انا مقضّي الوقفة فى الجيش , امى و ابويا واحشنى اوى بس اللمه هنا حلوة برضه مع الرجالة 

احمد ( 27 سنة) : وحشنى العيد فى مصر بس العيد هنا فى السعودية برضه فى حاجات حلوه اوى اول مره احس بيها كفاية التكبيرات و انا فى الحرم دى كانت احساس تانى

احمد  ( 35 سنة) : لاول مره في حياتي بدل ما كنت باخد عيدية ,هدّى عيدية لابنى حبيبى  بجد احلى عيد قضيته فى حياتى و انا شايفه لابس الجلابيه و الطاقيه و نازل يصلي معايا , الحمد لله 

احمد ( 60 سنة) : انا بقيت بستنى يوم العيد ده من السنه للسنة علشان الولاد ييجو البيت و اشوف ولادهم و يتجمعوا حواليا و نقعد نضحك و نهزر .. هما مش بييجو يزورونى كتير بس انا عارف 
انهم مشغولين و اهو ربنا يديم علينا  لمّة العيد

انتهت المذكرات

ليه مبقيناش بنحس بالعيد زى زمان ؟
كل فترة فى حياتك مش زى التانية , متحاولش تفرح بالعيد زى ما كنت بتفرح بيه و انت طفل...متعاندش ....متكابرش .... علشان مش هتعرف و مستحيل اصلا , يعنى انت لو لبست الطاقية و الجلابية دلوقتى و شغلت ليلة العيد هتكون مبسوط ؟ لا, هتكون بتصتنع و مش هتكون مبسوط اوى لان انت مصمم تفرح بنفس الطريقة اللى كنت بتفرح بيها من ايام ما كنت عيل صغير ... انت دلوقتى بطبيعتك و فى سنك و بالفطرة اللى ربنا خلقك عليها بتفرح بالعيد  بطريقة مختلفة فبلاش تنشف دماغك و تفضل مصمم , وعلى نفس الطريقة, و بعدين و انت صغير كنت بتفرح علشان الكبار بيتلموا و يدولك عيدية و انت بتتلم معاهم و تاخد العيدية ... خلاص الايام لفت و الادوار اتغيرت انت دلوقتى اللى المطلوب تعمل اللمه دى و انت اللى تدى ولاد اخواتك و الاطفال اللى فى العيله العيدية علشان هما يحسوا الاحساس اللى انت كنت بتحسه و انت صغير و هتبقى هى دى فرحة العيد بالنسة لك ... ما هى الايام بتلف و دايرة بتدور .



 انا فاهم انك غصب عنك بتحن لاحاسيس زمان و ذكريات زمان بس هى دى سنة الحياة انت بتتغير و الدنيا بتتغير و الناس بتتغير و لازم تتأقلم بسرعه على الاوضاع الجديدة وعلى فكرة دى من نعم ربنا علينا انه كل فتره بيديك طريقة جديدة تفرح بيها تناسب طريقة تفكيرك الجديدة و تناسب سنك و عقليتك  و الناس اللى حواليك و وضعك الاجتماعى الجديد فلازم تستغلها صح و تتبسط صح و الا هتبقى راجل عجوز عندك 60 سنة و لابس جلابية و طاقية ضيقين و صغيرين عليك و بتلف على الناس فى االشارع تاخد منهم العيدية لانك متعرفش اى طريقة تانية للاحتفال بالعيد غير دى من ايام ما كان عندك 6 سنين ....... عارف الناس ساعتها هيقولو عليك ايه ؟ .......هيقولو عليك اهبل

لكن دعنى اخبرك بشىء مهم, لا تقض حيانك بانتظار ان تنتهى الفترة كذا و الفترة كذا ... ان تنتهى فترة الدراسة ... ان تنتهى فترة التجنيد الاجبارى ..... ان تنتهى فترة انتدابك فى كينيا.....الخ 
لسوف تجد أن حياتك صارت مجموعة من الفترات يجب أن تنتهي و هوب! تكتشف أنك بلغت نهاية العمر ولما تنعم بحياتك يوما واحدا ..يجب أن تستمتع بكل فترة كأنها هي الصورة الوحيدة النهائية لحياتك."
احمد خالد توفيق



افرحوا بالعيد بالوضع اللى انتو عليه و اللى ربنا مديهولكوا علشان مفيش احسن منه 
و استمتعوا و كل سنة و انتم طيبين

أحمد مصطفى-75 سنة 

الاثنين، 29 سبتمبر 2014

تأثير جناح الفراشة : لقد وقعنا فى الفخ

   

*  الولد نزل من البيت ماتاخر علشان أمّه مصحيتش علشان المنبه مارنش علشان جوزها نسى يغير الحجاره علشان كان بيفكر فى والدته اللى جالها غيبوبة سكر علشان مخدتش الدوا *

*  سواق الاتوبيس نزل بدرى علشان مطبق من امبارح جنب مراته اللى تعبت علشان كلت اكل مسمم علشان الطباخ نسى يغسل إيده
الولد معدّى من قدام الاتوبيس ........السواق مخدش باله .... هوب .......فرامل ....... الولد مات*

لو مامت الاب كانت خدت الدوا مكانش جالها غيبوبة سكر مكنش الاب هيزعل مكنش هينسى يغير الحجاره و كان المنبه هيرن و كانت الام هتصحى و تصحى الولد و ينزل الولد بدرى
لو الطباخ كان غسل ايده مكنش البنت جالها تسمم فمكانتش هتسهسر طول الليل و كان الأب هينام و يصحى و ينزل فى ميعاده

*الولد معدى من قدام الاتوبيس....السواق وقف علشان يركب ست عجوزه ......الولد عدّى ..... السواق ابتسم للست العجوزه و داس بنزين*

ما تيجو نشوف كده حاجه توضّح من فيلم بنجامين بوتون 

هو ده ال butterfly effect  حاجه صغيره تافهه بيترتب عليها حاجه صغيره اتفه و تفضل الحاجات تتراكم فوق بعض لحد ما مصيبة تحصل فى الآخر و لو غيرنا حاجه واحده من الحاجات التافهه دى كل واحده من " الدومينو " هتوقع اللى بعدها لحد ما  حاجه تانية تحصل .......في قصة بتحكى عن واحد ركب آلة الزمن رجع لأيام عصر الديناصورات بس قبل ما يرجع نصحوه الف مره انم ميحركش اى حاجه من مكانها . الراجل وصل عصر الديناصورات و ملمسش اى حاجه بس حرك ورقه واحدة من مكانها و لما رجع تانى لزمنه الاصلى لقى الارض كلها متدمرّه !!!! لأن الورقه دى كانت مسممه و كانت فى حشرة هتاكلها و هتقرص ديناصور تنقلّه السم و كان هيقتل ديناصور تانى و ........



كل حاجه محسوبه ......كل حاجه مترتبه .... اترتب عليها حاجه ...فوق حاجه .... فوق حاجه .....كل حاجه فى حياتك ماشية بالطريقه دى علشان توصل لحاجه معينه فى الاخر حتى التعطيلات و الوقعات و الاحباطات و الاكتئاب لولاها مكنتش بقيت البنى آدم اللى انت عليه دلوقتى .........كل قرار صغير و تافه بتاخده بانك تشيل قطعه من الدويمنو بدل ماكانت هتوقع آخر الصف اللى هناك هتوقع الصف اللى هنا .... بدل ما كانت هتوديك الحته دى هتوديك الحته التانيه.......... انت نفسك  butterfly effect بالنسبة للكون ده كله كل كلمة بتقولها و كل حاجه بتقولها و كل مكان بتروحه بيترتب عليه حاجات مع اشخاص تانية و كل ده فى الاخر بيكون شبكة و مسار من الاشياء اللى هتحصل و يترتب عليها اشياء و اكبر و اكبر  و اكبر 

ركز فى التافه قبل المهم  ...... فكر ...... قرر

الأحد، 13 يوليو 2014

متديّن بطبعه Disorder

تخيل معايا كده ان  فى حاجه احنا كلنا شايفين و متاكدين انها حلوه و صح 100 % بس تنفيذها صعب شويتين و محتاج انك تيجى على نفسك, تخيل معايا بقى الحاجة الصعبة دى انها عاملة زى البصلة بالظبط ليها قشرة كبيرة اوى و تخينه بس ملهاش اى تلاتين لازمة و دايما بتكون متصدرة فى الوش و سهل الوصول ليها لانها فى الاول و ظاهرة للناس كلها اما قلب البصلة اللى هو الاساسى – اللى بيدّى الطعم و الفايدة - بيكون مستخبى جوه و علشان توصله لازم تقشّر و تتعور و عينك تدمع ,الشعب المصرى كله بجميع طوائفه بما فيهم انا اللى بنتقد ده عنده مرض نفسى او متلازمة سمّيتها " متدين بطبعه disorder   "  و دى بتتلخص فى انك من جواك عايز قلب البصلاية لانك عارف و متاكد ان هو الحاجه الوحيده اللى عليها القيمة بس فى نفس الوقت مش عايز تعدّى بكل مراحل التقشير و العياط و الدموع فتقوم تعمل ايه بقى علشان تستحق بجدارة لقب مريض ب " متلازمة متدين بطبعة " ؟


ساعتها بقى تتعود انك تنفذ من الحاجه الصعبه دى الظاهر و القشور و التوافه بتاعتها بس يعنى الحاجات اللى تنفيذذها سهل جدا و فى نفس الوقت هتخليك قدام الناس تبان برنس و محترم زائد ان  بينك و بين نفسك هتخلي ضميرك يرتاح – مش هيرتاح اوى لو انت راجل محترم – و تنام بالليل و انت راضى عن نفسك انك بتعمل كل حاجه صح و تشاور على ده و ده و دى و تقول دول مش محترمين و معظم الحاجات دى بنكون متعودين عليها من و احنا صغيرين او وارثينها عن اهلنا للاسف , على الجانب الآخر بقى هتنفض – من غير متاخد بالك او ساعات بقصدك – لكل الحاجات الاساسية فى الموضوع ده اللى فيها مشقة شوية فى التنفيذ و هتحاول تقنع نفسك ان التوافه دى كفاية اوى و انك كده ميت فل و عشرة و ان الانسان ضعيف و ابن آدم خطاء و ( يا اخى متبقاش حنبلى ) و يا عم متركزش اوى كده يعنى .


تعالوا ناخد مثال التديّن بالذات من خلال عدة مشاهد كده من حياتنا اليومية :

1-كام واحد تعرفه حاطط  call tone  دعاء واحد مفطور من العياط و آيات قرآنية و اول ما يرد عليك يقوللك انت فين ياض يا ابن ال@@@@@ ؟

2- كام واحد بيشوف شبشب مقلوب يعدلة – نعم ؟ - او لو شاف لقمة عيش او آكل على الارض بيشيله بس فى نفس الوقت لو شاف حد شحات او واحد نايم فى الشارع عمره ما هيفكر يساعده ؟

3- طيب فاكر و انت صغير لما كنت تقعد تسب لصاحبك و تشتمه و اول ما ياخد شنطتك و ييجى يرميها على الارض تتسرع  و تقولله استنى استنى دي فيها كتاب دين ؟

4- انا شفت بعينى واحد طول ما هو قاعد بيسب الدين و لما كان عايز يحلق سأل الحلاق حرفيا " ياسطى انا عايز اعمل حواجبى تعملهالى وللا حرام ؟ "  , طب ايه وزن سب الدين بالنسبة للحواجب اساسا !!؟

5- واحد برضه تانى بيسب الدين كتير اوى كنت بحلفله بالله على حاجه فى الحمام – بغض النظر اللى عملته ده صح وللا غلط – لقيته بيقوللى ياسطا حرام تحلف بالله فى الحمام  * بوكر فيس فشخ * !

6- و اخيرا المغالطة الشهيرة اللى جابت تخلف عقلى لمعظم الاطفال  و اللى هى تقريبا اصل الحكاية : اوعى تكدب يا حبيبى على اى حد , حاضر يا بابا  * بعد خمس دقايق * , ولد لو حد اتكلم قولله ان انا مش موجود ,  really  !?!  

7- العصر بيأذن وطى يابنى الاغانى الله يخرب بيتك , طب مادام الاذان بيأذن مش هنصلى طيب وللا ايه ؟  * صوت صراصير و ضفادع كمان لو حبيت *

كل الحاجات دى كنا بنعملها و احنا صغيرين بسبب ان التلفزيون و اهالينا عودونا عليها – يا رب ابويا ما يقرا المقال ده – فى مننا اللى الحاجات دى كملت معاه و مش واخد باله ان فى اى حاجه غلط  بس فى مننا اللى خد باله انه  كده بيهجص و بيستسهل و بدأ واحده بواحده يتخلص من الامراض دى و يشيل القشور دى و يبشرها كده بمبشرة لحد ما قدر يوصل للجوهر و فى اللى بيحاول و فى اللى منفض .

و الموضوع ده مش فى الدين بس ده فى حاجات كتير زى "الوطنية" مثلا اللى بقت بتتلخص فى حاجات تافهه و مظاهر زى انك تشترى علم و تتصور بيه و من الاسباب الرئيسية اللى بتخلى الناس يفضلوا القشور دى عن قلب الموضوع ان القشور دى تنفيذها سهل اوى و فى نفس الوقت بتظهر للناس بسرعة اوى و تديك سمعة زى الفل على عكس الاساسيات اللى تنفيذها صعب جدا و مش هتديك اى credit  وسط الناس , يعنى انت بتكّة زرار بتحط دعاء نغمة تليفون ليك و برضه مش بتعمل مجهود انك ترقص قدام لجنة انتخابات و دى حاجات الناس كلها بتشوفها بس اللى فعلا صعب جدا انك تقوم الليل او تحس بربنا فى كل حاجه  بتعملها او تحارب فى 73 لان كام واحد هيعرف ده او هيقدرك عليه ؟ بس صدقنى لو انت صادق فعلا فى احساسك عمرك ما هتفكر فى الموضوع كده و هتندهش من كمية الناس اللى بتستسهل و تستخدم القشرة و تعمل نفسها مش عارفة ان فيه تحت القشرة حاجات تانية تستحق انك تدور عليها>



انا مش بقول نبقى ملايكة و فاهم كويس ان التناقض صفة اساسية من صفات البشر بس كل الى نفسى فيه انك بس تحاول تقبض على نفسك كل مره تلاقى نفسك فيها بتستسهل و بتتجه للقشور و التوافه و تعرف انك لازم تبذل مجهود اكبر و تطلع سكينة – اللى هى مبادئك و رغبتك فى انك نكون انسان صالح – و تبدا تبشر و تقشر بيها القشور دى علشان توصل للحقيقة , اى نعم اثناء البشر و التقشير ده هتتعور كتير و ايدك هتوجعك و عينك هتدمع بس متعة الوصول للحقيقة فى الآخر و معرفة انك مش واحد من اللى بينبهروا بقشرة البصلة و يتمسكوا بيها هتنسيك كل ده .  

الثلاثاء، 3 يونيو 2014

اولى اوّل ابتدائى : اعدادى


لقراءة الاجزاء السابقة : الاول , الثانى 

ينظر احمد الى نفسه فى المرآه قبل النزول الى المدرسة ذلك اليوم يتآمل زيه الجديد ذو اللون " العنّابى " كما يصر الاستاذ سعيد ان يسميه, كم يكره هذا اللون و كم يكره ذلك الشارب الاخضر السخيف الذو يعلو شفتيه الآن و يتمنى ان يحلقه و لكن " استنى عليه شوية لو حلقته بالموس هيتقل و يبقى  زى شنب الحاج " قالها له محمد الحلاق ... كان ذلك اول يوم دراسى لاحمد فى المرحله الاعدادية و لك ان تراهن ان مزاجه لم يكن على ما يرام على الاطلاق ذلك اليوم بيد انه ما ان ذهب الى المدرسه حتى تبدّل كل شىء. لم يتعرف احمد على معظم زميلاته البنات او اللاتى كن بنات فقد استدارت اجسادهن و ازدادت بروزا عن السنة الماضية لدرجة انه تخيل ان " امنية " زميلته تبدو ك " باميلا اندرسون " ممثلته المفضله و حتى منى " المسلوعه " لم تعد مسلوعة على الاطلاق, اخذ احمد ينظر الى زميلاته ثم تحسس شاربه فى خجل و فكر كم يبدوا مظهره سخيفا مقارنة باولئك الجميلات و قرر فى نفسه انه سيأتى غدا المدرسة حالقا شاربه ضاربا بكلام محمد الحلاق -  مستشاره المظهرى  فى ذلك الوقت - عرض الحائط



غرق المهندس احمد فى نوية من الضحك عندما تذكر اول يوم له بدون الشارب الاخضر و كيف كان يمشى واضعا يده على شفتيه لخجله من منظره الجديد و كيف ترك الفصل بل المدرسة باكملها فى منتصف اليوم وعائدا الى البيت بعد ان استوقفته اسماء قائله : " احمد ازيك ؟ ايه ده فيك حاجه متغيره انهارده ! انت حــــــــــــــــــــلقت شنبك ",آآآه يا اسماء, كم كنتى رقيقه و قاسية .



" انتوا بقيتوا رجالة خلاص" كان المدرسين يكررونها على مسامعهم طوال الوقت و كان احمد يشعر انهم على حق الى حد كبير فمعاملة اصدقائه البنات قد تغيرت قليلا فلا يلعبون سويا كما اعتادوا فى السابق و حتى لو لعبوا فلا يستطيع لمسهن ( ببراءه ) كما كان الحال فى السابق و حتى هو رؤيته لهن قد تغيرت من اصدقائة الاطفال الى آنسات يثرن مشاعره و احاسيسه ... اما على صعيد اصدقائة الاربعين فقد دبدأت ملامح " شلّة " احمد الحقيقية  تتشكل فمن اربعين طفلا يلتقطون صورة تذكارية سويا الى عشرة اصدقاء  يزيد عليهم احيانا واحدا او اثنين و قد ينقصون واحدا او اثنين و لكن تبقى الغالبيه العظمى ثابته,لهم مصطلحاتهم الخاصه  و طريقة مزاحهم الخاصة جدا التى كانت تبدوا سخيفة لباقى زملائهم ولكنهم كانوا يحبونها على اية حال حتى اصبحوا معروفين بها فى المدرسة كلها.



 كانوا يقضون اكثر من نصف يومهم سويا ما بين مدرسة و دروس و بعض الاوقات الخاصة التى يختلسونها احيانا فى بيت " رامز " الذى كان يخلوا فى كثير من الاوقات مفسحا لهم المجال ليشاهدوا فيلما اباحيا جديدا جلبه لهم " حسين " الذى كان يقوم بدور الاب الروحى و المعلم عندما يكون للامر علاقة بأى شىء متعلق بالنصف السفلى الذى كان محل اهتمامهم جميعا فى تلك الفتره .



يتنهد احمد متذكرا كيف كان " ابراهيم " يتباهى دوما انه اول من بلغ منهم و يعايرهم دائما قائلا " يابنى انا لو اتجوزت دلوقتى هاجيب شحط قدك , قوللى يا جدو ابراهيم" , متذكرا التفافهم حول حسين و هو يحكى لهم مغامراته الجنسية مع فتيات يكبرنه بأعوام كثيرة ثم تنتابه نوبة ضحك كبيرة حينما يتذكر كيف افتضح كذب حسين, يتذكر دخول الفتيات وسط الشلّه لأول مره و الغيرة و الشك و الخلافات التى اعقبت ذلك.




اسماء , محطة كسر القلوب, اجمل فتيات الدفعة فى ذلك الوقت  اصبحت على علاقة بالشلة بعد ان ارتبطت باحمد سامر صديقه جاعلة سامر اول من ارتبط بالجنس اللطيف فى الشة كلها و جاعلة منه الها يلجأ اليه الجميع للتعرف على اسرار و اغوار البنات و كان سامر مثل حسين يستمتع بذلك كثيرا و يستمتع باختلاق الحكايات عن اصدقاء اسماء , " امنية بتركب عربيات " , " البت منى دى بتروح شقق" , " يابنى ماهيتاب ايه اللى انت عايز ترتبط بيها دى تخبيك فى عبّها و تقول مشوفتوش " كم كان فجّا و لكنه كان مضحكا


يعبس احمد قليلا لانه تذكر ان الخلافات الجاده بدأت تاخد طريقها مع اصدقائه بعد وصول اسماء مباشرة بسبب شكوك سامر ان هذا ينظر اليها و هذا يريدها و هذا يعاكسها و كيف اضعفت هذه الخلافات الغبية علاقة سامر بباقى الاصدقاء ثم يبتسم مرة اخرى حين يتذكررؤيته صدفة لاسماء نفسها فى احد المؤتمرات التى دعى اليها منذ خمسة عشر عاما تقريبا و كم بدت سمينه غير مهندمه محاطة بالاطفال تصرخ فى هذا و تضرب هذا ثم تحول كل هذا الى ابتسامة مفعمه بالبهجة حين رأته كأنها رأت فيه ايام كانت محل اهتمام الرجال جميعا  فتقول له بعد ان انتهت من نوبة ضحك اعقبت حديثا استمر لمدة نصف ساعة و اسالت الدموع من عينيها مظهرة جمالا لم تفلح فى اخفائه هموم الايام  " كانت ايام جميلة يا احمد, بس حاسب انا لسه مزّه برضه .. سلملى على اى حد تشوفه من الدفعه ...بالله عليك " ثم نظرت اليه نظرة طويلة كأنها لا تراه بل تنظر خلاله كأنها تنظر الى مرآة منزلها .



" يابنى افهم متبقاش غبى الواد احمد ده بيضحك عليك بيقللك انه مش بيذاكر و هو مقطع الكتب .. هو يعنى فى حد مش هيذاكر فى ثانوية عامة .. يابنى السنة دى هيتحدد عليها مستقبلك كلّه انا خايفه عليك "كان هذا اول ما تردد فى اذن احمد بصوت امه حين مر باصبعه على الهاتف فتمر 3 سنوات من عمره فى اقل من جزء من الثانية منطلقا الى الثانوية



يتبع ....






الاثنين، 21 أبريل 2014

اولى اوّل ابتدائى : ابتدائى


لقراءة الجزء الأول : 

اولى اوّل ابتدائى : المقدمة

"ابتدائى " .........اذا دققت فى الكلمة تشعرك و كأنها بداية شىء او فى هذه الحالة بداية اشياء , بداية خمس سنوات نسبة البراءه بهم مائة بالمائة , بداية اصدقاء عمرك الذين كانوا يحملون جميعا اسم " احمد " بسبب وجودك فى فصل " اوّل " , بداية خوفك من الاستاذ حسين الذى كنت تعتبره كائنا اسطوريا يبيت فى المدرسه و ليس لديه اى حياة اجتماعية او اشياء اخرى يفعلها و وظيفته فى الحياه هى اخافة التلاميذ بتلك العصا الغليظه التى يحملها , بداية علاقتك بالبنات التى كنت تعاملهن ككل " الاحمدات " اصحابك فلم تكن تشعر تجاههن بمشاعر مختلفه , بداية عودتك لامك كل يوم لتقص عليها كل ما حدث فى المدرسه يوميا و كم " احمدا " جديدا اكتسبت اليوم, بداية شعورك بالخوف بسبب اقتراب حصة الاملاء او امتحانات الشهر

يتنهد المهندس احمد وهو ينظر الى الصورة مفكرا كم كانت الامور بسيطه وقتها اذ كانت اقصى امانيه هى امتلاك تلك اللعبه التى يمتلكها " احمد " صديقه, كان يخاف لحصة الاملاء او لامتحان الخط كان يحقد و يغضب و يفرح و يبكى من اجل شىء واحد و هو اللعب و لا شىء غيره

 حتى المذاكرة كان يؤديها حتى يصبح قادرا على اللعب لبضعة ساعات قبل ان يأتى مسلسل التاسعه مؤذنا بميعاد نومه اليومى فتنظر له امه نظرة ذات معنى ليذهب من نفسه ليغسل اسنانه و يتجه الى فراشه  تطارده هواجس كثيره لانه لعب بالنار كثيرا اليوم و تذكر كلمات امه " اللى بيلعب بالنار بيعمل ببى على نفسه يا احمد سامع " فلا تبدد تلك الهواجس التى تصل لحد الرعب من الفضيحة التى ستنتظره صباحا اذا بلل فراشه  الا قبله تطبعها امه على جبينه قبل ان ينام و تربيتتها على ظهره قبل ان ترفع الغطاء عليه حتى اذنيه حتى " لا يهاجمه العو "

يضحك المهندس احمد إذ تراوده تلك الخاطرة قائلا و هو يفكر كم "عوا " عليه ان يواجههم وحيدا الآن و لا يكفى معهم ان يرفع الغطاء حتى اذنيه ....الله يرحمك يا ماما

كان متاكدا من شيء واحد ان الامور لن تكون كالسابق مرة اخرى ....ابدا. تلك الابتسامات و التجمعات و ذلك الفيض من البراءه و السذاجه, اين هو الان من كل اولئك " الاحمدات " , من سافر سافر و من مات مات و من تزوج تزوج , بدأت دمعة فى الانزلاق على وجه المهندس احمد ليمسحها سريعا و هو يجتهد فى اغماض عينيه و كأنه يحاول جاهدا الرجوع للمرحلة الابتدائيه متشبثا ببراءه مرحلة الابيض الذى كان ابيض واضحا جليا و الاسود الذى كان ايضا اسودا واضحا جليا , مرحلة ما قبل " الرمادى و لا شىء سواه" , سافر بخياله ليتذكر " احمد حميد "

يبتسم الهندس احمد ابتسامه واسعه متذكرا اول شخص يقترب منه لهذه الدرجه  خارج نطاق امه و ابيه و عائلته ...... لقد ترك كلا منهما جزء من روحه هناك .........فى المقعد الاخير .... اولى اوّل ابتدائى

لم ينسه يوما حتى الآن فهو الوحيد الذى لايزال يودّه من آن لآخر و هو اول صديق حصل عليه فى حياته كلها .انه يذكر كيف كان قريبا منه لدرجة انه لم يكن يطيق الجلوس بجوار اى شخص اخر يلامس جسده جسده فى المدرسة كلها سوى احمد حميد و يذكر كيف بكى فى يوم من الايام لان ام " حميد " جاءت الفصل لتنقلهم من نفس المقعد بسبب الشكاوى المتكرره من المدرسين و كيف رضخت السيدة لكل هذا البكاء و التوسلات بعد ان ابتسمت بداخلها لان لابنها صديق يحبه كاحمد

يالله على صداقة الطفولة هذه, هى الشىء الوحيد الاكيد فى هذا العالم, فهى البراءه الخام الكامله , صداقه فقط لأجل الصداقه لا تشوبها اى مصالح او مطالب فقط روحان شفافتان بريئتان تلتقيان تتفاهمان تتحابان تبقيان معا للأبد. روحان تتفقان على اشياء مثل مسلسل جرادنايزر و زلطه على شكل كرة قدم  و سنداويتشان يتبادلانها سويا و رمل حوش المدرسة و على الاستاذ حسين الذى لم يختلف عليه احد و يختلفان على اشياء مثل ايهم اقوى " الباور رينجرز " و من سيأخذ مسابقة اجمل فصل و من سيحصل على " ستار " فى حصة اللغه الانجليزية و على الخط الفاصل بينهم فى المقعد الذى يمتد احيانا ناحية اليمين او اليسار .

و لم يكن " حميد " هو صديق " احمد " الوحيد فقد انضم للشله الكثير من " الاحمد " و بعض " الابراهيم " و كم بنتا يحملن حرف الف فى مقدمة اسمائهن و كانوا يقضون معا تقريبا عشرة ساعات كاملة يوميا ما بين المدرسة و الدروس الخصوصية و و الحفلات المدرسية التى كان يشارك فيها " احمد " و " اسماء " دائما و اعياد الميلاد

هنا بالذات يضحك المهندس احمد بصوت عالى متذكرا عيد ميلاد " اسماء " عندما طبعت قبله على خده فى البلكونه ثم دخلت امها فضربتها و لم يفهم هو وقتها لم ضربتها

و لكن بعدها بفترة فهم , عندما غطى الزغب ما فوق شفته العليا و بدأ صوته يخشن ,عندما خلع  رداء الابتدائى الكحلى ليعطيه لاخوه الصغير و يرتدى هو رداء الاعدادى العنّابى و والده يردد "كبرت و بقيت راجل فى اعدادى يا ابو حميد" , عندها فهم احمد لم ضربت والدة اسماء بنتها يومها



يتأمل المهندس احمد صورة الاربعون طفلا و يبتسم لها مره اخرى كأنه يودعها ثم مرر المهندس احمد ابهامه على شاشة هاتفه ليرى الصورة التاليه المليئه بالهرمونات و شارب اعدادى الاخضر ...... فيغمض عينيه و يسترخى و يغوص

يتبع ......

لقراءة الجزء الثالث